تأسست البوصلة عام 2005 لتحاول مجلة المساهمة في سد بعض الفراغ على ساحة المطبوعات المهتمة بالشأن العام. نمتلك في مصر العديد من الصحف والمجلات التي تتابع السياسة المصرية والتي تتفاوت في مدى وصدقها وحريتها. سنحاول أن نكون على نفس مستوى الكتابة الأكثر صدقاً وحرية في مصر. ولكننا سنسعى لكي نضيف إلى الصدق والحرية كثير من العمق في التناول. والعمق هنا يحتاج لتوضيح. يجب أن يطمئن القارئ إلى أن المجلة لا تسعي لأن تكون مطبوعة نظرية أكاديمية. كلا، المجلة تنطلق من الأحداث السياسية الجارية لكي ترصدها وتحلل أسبابها وتقدم السيناريوهات المحتملة لمصيرها. والهدف واضح: المشاركة في ترجيح حدوث أفضل السيناريوهات. نحن ننتمي إلى الحركة الديمقراطية المصرية المتنوعة الألوان، والتي بدأت بوادرها تلوح. ونريد لمجلتنا أن تساهم في بلورة وتدعيم هذه الحركة. البلورة السياسية تحدث لتيار ما بالطرق الآتية: أولاً حين ينخرط في العمل فيكون لديه معرفة مباشرة وحية بالواقع، وثانياً حين يمتلك فسحة من الوقت والقدرة على تجميع هذه المعارف وتصنيفها وتحليلها من أجل استخلاص النتائج والدروس، وثالثاُ حين يقيم حواراً داخله يتميز بالصراحة وبالشجاعة، ورابعاً حين يمتلك سعة الأفق لكي يضطلع على تجارب شعوب أخرى لها ظروف مقاربة لنا من أجل أن يختصر الطريق.
ستكون المجلة أحد الأصوات المطالبة بحق المصريين في التحرر. وعلى هذا فإنها ستتواصل وتتحاور مع الأحرار في هذا المجتمع. سنعمل معهم وسنقف إلى جوارهم حتى لو انتقدناهم. فلتكن الأمور واضحة: أعدائنا هم الظلمة والمستبدين، وأصدقائنا هم الساعين للتحرر من الظلم السياسي والاقتصادي والفكري والطائفي، حتى لو تعثر هؤلاء الأصدقاء في طريقهم للتحرر. فنحن نتعثر مثلهم، وسنتقبل انتقاداتهم. فلنحاول أن نقلل من مخاطر التعثر وأن نزيد من فرص النجاح. وطريقنا في ذلك هو المعرفة. المعرفة قوة. فلنتعرف على أصدقائنا، ولنرصد ونفهم أعدائنا. هذه المعرفة هي الطريق الذي اتخذناه للتحرر.
…. مجلة ديمقراطية علمانية راديكالية.
ديمقراطية لأننا نعتبر أنفسنا شركاء في الحركة الديمقراطية الصاعدة متعددة الألوان، في بلادنا والمنطقة والعالم؛ فنطرح على أنفسنا المشاركة في بلورتها وتدعيمها؛ وفى كفاحها من أجل استعادة الحقوق السياسية والمدنية لسكان البلاد، على حساب وصاية الدولة. أعداؤنا هم الاستبداد السياسي والاقتصادي والفكري والطائفي ومؤسساته، وأفكاره. وأصدقاؤنا هم أنصار الحرية بأوسع معانيها.
علمانية لأننا نرفض كل وصاية على حقوق الناس الديمقراطية وحرية العقيدة باسم “ثوابت” و”مقدسات” الأمة أو الدين أو العرق أو الدولة أو التقاليد، سواء في مجال الفكر السياسي والاجتماعي، أو حريات الأدب والفن، أو قضايا المرأة والحقوق المتساوية لكل الأديان والعقائد؛ ولأننا نعتبر أن طرح مثل هذه الثوابت عائقا يشيد فى مواجهة الديمقراطية نفسها.
جذرية لأننا نطرح الديمقراطية من أسفل، من الجذور: فنحن ندافع عن أوسع اشتراك نشط للناس في المجال السياسي المغلق فعليا أمام الأغلبية، وعن فتح مجال الصراع السياسي والاجتماعي والفكري طريقا وحيدا لديمقراطية لا تقوم على تفاهمات علوية بين القوى الأكثر نفوذا وسلطة، وإنما على تعزيز الحقوق الديمقراطية للفئات الاجتماعية الأفقر والأضعف عبر ممارسة التفاوض الديمقراطي، ورفع كل أشكال الوصاية عليها، وعلى الإيمان بأن الصراع والمساومة طبيعيان ومفيدان في ظل الانقسامات الاجتماعية الفعلية، وفى أي ديمقراطية تستحق اسمها.
… مجلة سياسية تحليلية، تتوجه للقارئ المهتم بالشئون العامة؛ فتقدم رؤية تتناول الأحوال والأحداث المعاصرة، محليا وإقليميا ودوليا، وتدخل في حوار خلاق مع خبرات التحرر الديمقراطي في بلاد العالم الثالث؛ ولكنها تعنى أيضا بالقضايا الثقافية والأدبية العامة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الشأن العام. وهى تقدم هذه الرؤية عبر رصد وتحليل الأحداث الجارية بأبعادها التاريخية والمستقبلية، ومن خلال تقديم معلومات وبيانات وحوارات مفيدة، و مؤمنة بأن المعرفة إسهام جدي في حركة التحرر، ولكنها لا تُغرق في النظريات والأبحاث الأكاديمية.
… مجلة مستقلة تصدرها هيئة تحريرها، ولا تعتمد إلا على إقبال القراء، الذين تعتبرهم معيار صدقية وجدية طرحها، وأصحاب الحق الأول في ترشيد المجلة وتوجيهها.
أعضاء هيئة التحرير بالترتيب الأبجدي:
أكرم إسماعيل
زياد العليمي
سامر سليمان
شريف يونس
عمرو عبد الرحمن
عمرو عزت
ماري مراد
محمد البعلي
محمد نعيم القناوي